قطرا "أصبحت الصديق الأوفى والأخير لتنظيم الإخوان خصوصاً بوضعه الحالي مع السعودية والإمارات ومصر، و باتت تضم بشكل كبير قيادات الإخوان الهاربين من مصر، وتقدم لهم الدعم المادي وتقوي نفوذهم في سوريا وهذا يسبب استياء جيران قطر اضافة الى استيائهم من شبكة "الجزيرة" التلفزيونية التي تفتح بثها لشيخ الاخوان يوسف القرضاوي، الذي لا يترك مناسبة إلا ويهاجم السعودية والإمارات ومصر.
الطلب الوحيد لجيران قطر، وأولهم الرياض، أن تكف الدوحة عن دعم تنظيم الإخوان، في ظل الرفض التام لقطر في التخلي عن الإخوان بذريعة أن أحد أعمدة سياستها الخارجية هو ضمان ودعم المسعى لحصول الشعوب العربية على الحرية والعدالة,
القرار القطري المتخذ منذ عدة سنوات، من قبل حاكم قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس وزرائه، الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني، بدعم تنظيم الإخوان كان محفوفاً بالمخاطر. إذ أن التنظيم أراد تغيير الوضع القائم في العالم العربي، وهو الوضع الذي استفاد منه النظام القطري، الذي يشبه في بعض جوانبه تلك الأنظمة التي يسعى الإخوان دائماً لتغييرها
الشيخ حمد ظنّ، أنه بالإمكان الكسب من صفقة دعم الإخوان لوجود بوادر نجاح التنظيم في المنطقة العربية، وبالتالي حماية قطر من الإخوان، وتقوية مكانة الدوحة في صراعها مع السعوديه. ففي حال تمكن الإخوان من الهيمنة على العالم العربي، يمكن لقطر الاستفادة من امتنان الإخوان لها لدورها كداعم مادي وأمني لهم".
ثم قام حمد بالتنازل عن الحكم في قطر لابنه، وهذا رفع آمال دول الخليج العربي بقيام الامير الجديد بتغيير المعادلات. ولكن منذ ذلك الوقت، لم يحدث شيء سوى انحدار صورة الإخوان إلى الأسوأ في منطقة الخليج العربي، وهذا ما تجلى عندما تم عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي فقامت دول الخليج العربي بدعم النظام المصري الجديد
.ولا تزال قطر تعتقد بفوائد مراهنتها على الإخوان،و لا تزال ترى أنها كسبت أكثر مما خسرت. وتستمر اليوم بالنظر إلى السعودية على أنها كيان معادي لها، خصوصاً أن قطر لم تنسَ قيام السعودية بالوقوف ضد انقلاب 1995 الذي أتى بحمد إلى السلطة".
و لا يزال الحاكم القطري متمسك بتنظيم الإخوان كورقة أخيرة غير مستعد حتى الآن بالتخلي عنها