{[['']]}
مراحل اكتساب اللغة لدى الطفل
مراحل اكتساب اللغة لدى أطفال ما قبل المدرسة
ترجمة عماد الاشقر
تعرف اللغة بأنها منظومة متكاملة من الرموز الصوتية و البصرية التي تستخدم في حفظ
المعلومات و نقلها من شخص لآخر لدى بني البشر و بذلك فإن اللغة هي مادة التفكير الأولية ,
فالتفكير يتم دائماً و ابداً بلغة ما و العقل و اللغة متماهيان بشكل تام مع بعضهما
البعض لذلك فإن تطور الملكات الفكرية لدى الطفل يكون موازياً لتطور اللغة لديه ،
و بذات الوقت فإن تأخر اكتساب الطفل للغة أو عدم اكتسابه لها بالشكل الأمثل قد يكون من
أهم علائم إصابة الطفل بالتخلف العقلي مالم تكن هنالك مشكلات سمعية لدى ذلك الطفل.
إن الأصوات التي تصدر عن شفاه الرضيع في أشهره الأولى تعتبر من أولى الأصوات
التي يصدرها ذلك الرضيع حيث يبدو الرضيع أثناء اصداره لتلك الأصوات
و كأنه يقوم بنفخ الفقاعات .
و من الملاحظ أن الرضيع الذي يبلغ من العمر شهرين أو ثلاثة أشهر ينصت إلى الكلام
الذي يدور من حوله كما أنه قد يقوم بمحاولة تقليد الأصوات التي يسمعها أما الرضيع في
شهره الرابع فإنه يحرك رأسه عند سماعه لصوت إنسان ما وذلك في محاولة منه للبحث
عن مصدر ذلك الصوت و بعد شهر واحد من هذا الأمر أي عندما يبلغ الرضيع شهره
الخامس فإنه يبدأ بالبحث عن مصادر الأصوات الاصطناعية التي تصدر في بيئته المحيطة
كأصوات الأجراس و الأبواق وبعد الشهر الخامس نلاحظ ظهور الأصوات التي
تتألف من مقطع صوتي واحد يتألف بدوره من حرف ساكن و حرف صوتي (مثل با أو
دا أو ما و غيرها من الأصوات المماثلة ).
و ما بين الشهر السابع و التاسع فإن الطفل يستجيب لمن يناديه باسمه بشكل خاص
وما بين الشهر السادس و الشهر الثامن تقريباً يبدأ الرضيع بالمكاغاة فيصدر الر ضيع خلال
هذه الفترة أصواتاً تتألف مقطع صوتي واحد يقوم بتكراره بشكل مستمر و متواصل
( مثلاً با با با با -ما ما ما – دا دا دا و غيرها ) و عندما يبلغ الرضيع شهره التاسع فإنه
يفهم معنى كلمة ” لا ” و كذلك فإن الرضيع في شهره التاسع يقوم بتكرار المقاطع الصوتية
التي ذكرناها سابقاً لمرة واحدة فقط و يتوقف نوعاً ما عن ترديد هذه المقاطع
الصوتية بشكل متواصل وهذا الأمر يؤدي إلى ظهور كلمات الطفل الحقيقية الأولى
” مثل بابا و دادا و ماما ” دون أن يعرف الرضيع أية معاني لهذه الكلمات حيث أن قيام
الرضيع بربط اصوات معينة بمعاني محددة لا يحدث غالباً قبل أن يبلغ ذلك الرضيع
شهره العاشر حيث يربط الطفل كلماته الأولى بأسماء والديه و يتم ذلك بمؤازرة الوالدين الذين
يقومان بترديد كلماته أمامه ، و كذلك فإن الطفل الذي تجاوز شهره التاسع يستطيع أن
يلوح بيده مودعاً عندما يطلب منه فعل ذلك و هذه حركة شائعة لدى الأطفال و
الشائع أن يطلب ذوو الطفل منه أن يقوم بذلك عند الوداع .
و خلال الفترة الممتدة ما بين الشهر العاشر و الثمانية عشر شهراً من حياته فإن الرضيع
يدرك ان هنالك اسماءً للأشخاص و مسميات للأشياء الموجودة من حوله و قد تتأخر استجابة
الطفل لاسمه الشخصي لغاية هذه الفترة و كذلك مابين الشهر العاشر و الثمانية
عشر شهراً من عمر الرضيع فإن هذا الرضيع يبدأ بضم الكلمات إلى بعضها البعض
مكوناً بذلك عبارات بسيطة و غالباً فإن قيام الطفل بضم الكلمات في عبارات يحدث بعد
ستة أشهر من قيامه بنطق كلمته الأولى .
و عندما يبلغ الرضيع عامه الأول فإنه يتعلم كلمةً أو كلمتين جديدتين بالإضافة إلى كلمتي
” ماما ودادا أو بابا ” و كذلك فإن الرضيعالذي أكمل عامه الأول يستجيب للأوامر
البسيطة التي تتضمن الطلب منه القيام أو عدم القيام بأمر واحد فقط مثل ” كفى صراخاً”
كما أن الطفل الذي أكمل عامه الأول يصبح قادراً على فهم نحو مئة كلمة كما يصبح كما
ذكرنا سابقاً قادراً على القيام بما يطلب منه من أعمال بسيطة و غالباً ما يتطلب الأمر من
الكبار أداء بعض الإيماءات التي تسهل على الطفل فهم ما يطلب منه ،لكن الحاجة إلى
القيام بتلك الإيماءات تنعدم نوعاً ما عندما يبلغ الطفل عامه الثاني .
وخلال العام الثاني من حياة الطفل يحدث تسارع واضح في اكتساب الطفل للغة وكلماتها
حيث يبدأ الطفل عامه الثاني باكتساب كلمة كلمة جديدة كل اسبوع و ينهي الطفل عامه
الثاني باكتساب كلمة واحدة أو أكثر يومياً ، فالطفل الذي يتراوح عمره بين سنة و نصف
السنة و بين عشرين شهراً يجب أن يكون قد اكتسب عشرين كلمة على أقل تقدير ،
و الطفل الذي يبلغ السنتين من العمر يجب يكون قد اكتسب خمسبن كلمة على أقل تقدير
و كذلك فإن ابن العامين يصبح قادراً على تشكيل العبارات التي تتألف كل منها من كلمتين
اثنتين ، حيث يستخدم الطفل هذا النوع من العبارات و كأنه جملة تامة و يعبر
الطفل من خلال استخدامه لهذا النوع من العبارات عن الأشياء التي يرغب في الحصول
عليها والأفعال التي لا يريد القيام بها ، كما يلاحظ استخدام ابن السنتين للضمائر في
كلامه كما أنه يفهم و يستجيب للأوامر البسيطة التي تتضمن الطلب منه القيام أو عدم
القيام بأمرين مختلفين مثلاً ” اشرب الحليب ثم اذهب للنوم ” ، كذلك فإن ابن السنتين
يستطيع الإشارة إلى الأشياء التي تذكر اسماؤها أمامه كما يستطيع تسمية الأشياء
البسيطة التي يشير إليها الكبار عندما يطلب منه القيام بذلك ، وبالإضافة إلى كل ذلك
فإن الطفل في عامه الثاني يكتسب قدراً من المفردات يتراوح بين 150 و500 كلمة
كما أن ذلك الطفل كما ذكرنا سابقاً يصبح قادراً على تركيب عبارات بسيطة تتألف كا
منها من كلمتين و يجب عرض الطفل في هذه السن على الأخصائيين في حال كانت
مفرداته أقل من خمسين كلمة أو في حال عدم قيامه بتشكيل العبارات وذلك بضم كلمتين
إلى بعضهما البعض .
يستطيع الشخص الغريب أن يفهم ربع كلام الطفل ذو العامين كما أن الطفل في هذه
السن المبكرة يستطيع استخدام الأفعال و بعض الصفات و الظروف في كلامه وهو
يستخدم في كلامه الزمن الحاضر أو المضارع و الطفل في هذه السن لايستطيع العد
و يجب أن يكون الطفل قادراً على تمييز اسمه الشخصي في هذه السن .
و الطفل الذي يتراوح عمره بين السنتين و السنتين ونصف يستطيع أن يستخدم عبارات
في كلامه تتألف كل منها من ثلاث إلى خمس كلمات حيث يستخدم تلك العبارات بشكل
تلغرافي أو برقي و يعني هذا أنه يشكل عباراته بشكل مشابه لأسلوب كتابة البرقيات حيث
يعبر بأقل عدد من الكلمات عن أكبر قدر من الأفكار لذلك فإن فهم كلام الطفل الذي لم يبلغ
عامه الرابع غالباً ما يكون أمراً عسيراً جداً بالنسبة للأشخاص الغرباء .
و خلال عامه الثالث فإن سرعة اكتساب الطفل للكلمات تزداد بشكل واضح جداً حيث
يصبح ذلك الطفل قادراً على اكتساب عدة كلمات في اليوم الواحد و يصبح من العسير
حصر مفرداته خلال هذه الفترة الزمنية فابن الثلاثة أعوام قد يعرف أكثر من 800
كلمة و كذلك فإن الطفل في هذه السن يقوم بتركيب عبارات بسيطة تتألف كل منها من
ثلاث أو أربع كلمات و طول هذه العبارات أو الجمل يزداد بمعدل كلمة واحدة أو كلمتين
سنوياً ، كما أن ابن الثلاثة أعوام يستطيع أن يعد ثلاثة أشياء و كذلك فإنه يستطيع
استخدام الضمائر التي تشير للجموع في كلامه عندما يشير للجموع ، كما يستطيع
الطفل في هذه السن أن يخبرنا عن عمره و عما إذا كان صبياً او بنتاً كما يستطيع أن
يفاضل بين الصفات البسيطة ” اكبر ، أصغر ، أجمل” .
اما الطفل ذو الأعوام الأربعة فإنه يستطيع أن يعد أربعة أشياء كما يستطيع الطفل في هذه
السن أن ان يؤلف جملاً و عبارات تتألف كل منها من من أربع أو خمس كلمات كما أنه
يستخدم الزمن الماضي في كلامه بالإضافة إلى استخدامه للزمن الحاضر أو المضارع
و يستطيع تمييز الذكور عن الإناث .
و يصاب الأطفال بالتلعثم بشكل طبيعي ما بين عامهم الثاني و عامهم الرابع ومن الشائع
قيامهم بتكرار كلمة معينة عدة مرات أو قيامهم بتكرار أجزاء من كلمة ما ، و يجب أن يجرى
فحص للسمع لدى الأطفال الذين يتأخر اكتساب اللغة لديهم كما يجب عرض الأطفال
الذين يستمرون بالتأتأة بعد عامهم الرابع على الأخصائيين و كذلك يجب عرض الطفل
ذو الأعوام الأربعة على الأخصائيين في حال كان ذلك الطفل غير قادر على تكوين
جملة تتألف من ثلاث كلمات على أقل تقدير .
أما الطفل ذو الأعوام الخمسة فإنه يستخدم الزمن المستقبل في كلامه بالإضافة إلى
استخدامه للزمن الماضي و الحاضر كما أنه يستطيع العد حتى عشرة أو أكثر كما أنه
يعرف حوالي ألفي كلمة و يستطيع فهم الأوامر التي تتألف من ثلاث أو أربع خطوات
مثلاً ” اخلع ثيابك المتسخة و ضعها مع الثياب المتسخة ثم ارتدي الثياب النظيفة”
كما أن ابن الخمسة أعوام يستطيع أن يؤلف جملةً تتألف من خمسة كلمات كما
يستطيع أن يفهم معاني احرف الجر و أدوات الشرط و الظروف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق